ومن العراق إلى المغرب
12-08-2023
160
ومن العراق إلى المغرب
2012 شرفة الضوء
كيف يكون المبدع ممتلئًا بالجمال والسَّلام الروحي؟
وكيف ندَّخرُ الوهج للحظة مضيئة؟
هكذا كنتُ أحدّث نفسي وأنا أطوف المغرب بين (أكادير- تيزنيت- تارودانت) من 12-15-2012 .
الحضور في جامعة " ابن زهر" مدينة" أغادير" له شكل مختلف. لا بدَّ أن تكون عميقًا كعمق اللحظة والحضور بكافة تخصصاته،والأساتذة وعميد الجامعة والباحثين والطلبة. كيف تكون لامعًا بين كل هذه النجوم، وتبقى محطّ أنظارهم؟
حرتُ كيف أرسم ملامح الأطفال وبراءتهم ، وأميل كما تميل الأشجار الممتلئة بالخضرة وأنا في محفل جامعي شامخ عظيم .
أن أضع نفسي في طبق من شهد وأنا أمام الشَّهد الكوني كله؛ لابدَّ لي أن أجمع صفات البحر، بعمق أغواره،هدوئه وموجه الإبداعي،ونصعد عاليًا، نتضرَّع لهطول غيمة.
شربتُ جرعة من شعر معجون بالتساؤلات وتوهجت فرحتي حين استضافتني (كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ( ابن زهر) أغادير،وذلك بالتنسيق مع المكتب الجهوي لنقابة الأدباء والباحثين المغاربة ،واللجنة الجهوية لحقوق الإنسان.
وِلدَت في روحي قصيدة الانتماء للمكان،وفردتُ قامتي في حضرة رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور" عمر حلي" وعميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية الأستاذ الدكتور"أحمد صابر"، والأستاذ الدكتور"عبد السلام فزازي"المبادر بكل هذا الجمال الذي سأتناوله هنا.
كنت أنظر بشرف وافتخار إلى حضور المسئولين من دكاترة الجامعة والإداريين،والدكتورة "خديجة الشقيري"،وأساتذة شعبة الدراسات العربية، ورئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان الكبير" محمد شارف"وشرف الكلمة من الأستاذ الدكتور" عبد النبي ذاكر".والعدد الغفير من الطلبة والباحثين الذين ملأوا القاعة.
بعد التقديم الجميل من الأستاذ الدكتور"عبد النبي ذاكر" والترحيب الخاص الذي أسعدني بلغته الأستاذ الدكتور "عبد السلام فزازي" تحدث الدكتور"مسلك ميمون" باختصار عن أعمالي الصادرة، وأهميتها ،والجوائز التي نلتها مشيدًا بالجامعة واختيار الدكتور "عبد السلام" بدعوة شاعرة وأديبة ذات هم إبداعي وإنساني . أعقبت ذلك كلمة رئيس اللجنة الجهوية: حيث بدأ ب :(أنا جدًا سعيد باستقبال الشاعرة وبصوتها الإبداعي والإنساني).
تخللت الاحتفال قراءات شعرية باللغة الفصحى والشعبية التي أصر عليها الطلبة ،مما أثار استغرابي تفاعلهم وفهمهم للهجة العراقية، وجاء دور الترجمة فقدمت الدكتورة"خديجة الشقيري" ترجمتها لقصيدتي(غواية الجباه) إلى اللغة الأسبانية ،وتبادلنا الأدوار بين العربي والأسباني، فعلا التصفيق لصوتَيْ مبدعتين وازداد حماس الحضور لذلك.
شرفني الدكتور"فزازي" باختيار باحثة دكتوراه عن روايتي" (السماء تعود إلى أهلها) للباحثة" ابتسام بن حكيم " وهي أول دكتوراه عن السرد خاصتي باشرافه والموسومة ب"(البنية السياسية والعجائبية في رواية (السماء تعود إلى أهلها) للأديبة" وفاء عبد الرزاق".
شعور غريب حين اخترقت جسدي قشعريرة ساخنة وأنا أرى اهتمام أكثر من مئتي طالب وطالبة.
ومن كرم الأستاذ الدكتور "الفزازي" اختياره ديواني( مُدخل إلى الضوء) الذي قدم له بدراسة وافية مقررا لطلبته في الجامعة.كانت كلمة مهمة على ظهر الغلاف للشاعر الكبير"سعدي يوسف".
وتخرَّج به العشرات من المهتمين وناقشه أكثر من أربعين طالب وطالبة بإشراف الدكتور "الفزازي"، إضافة إلى دراسة ديواني(أمنحُني نفسي والخارطة" من الباحثة:" عائشة صاليحي". وبعدها دراسة قصصي وأشعاري للدكتوراه والماستر ودكتوراه دولة والليسانس.
هذا فضل لا يُقدر بثمن إطلاقا! وهذا الفخر شرف لي ولمسيرتي الإبداعية .
مازلت أتوق لتلك اللحظات ، فمن تقدمه جامعة "ابن زهر" بهذا الاحتفاء يبقى الأثر الجميل عالقًا بذاكرة القلب والوجدان.
وكان الاهتمام ذاته في رحلتنا إلى "تيزينت، وتارودانت" واستقبال الدكتور" محمد المختار السوسي". العشق الدائم للشعر والابداع العراقي في المغرب.
الحقيقة امتلأتُ بعطر المحبة وهيبة المكان وهيبة اللحظة الأولى المهمة في تجربتي ألا وهي دخول مقر جامعي له شأنه الكبير بين الجامعات العربية والعالمية. إذ صار هذا الاحتفال حافزًا لجامعات عربية وعالمية للإهتمام بتكريمي ومنجزي.
ملاحظة لابد منها:
أول جامعة اهتمت بأعمالي كانت جامعة" تبسة" في الجزائر باشراف واهتمام الدكتور"ابراهيم النويري" الذي درس طلبته في الماستر والليسانس أعمالي الشعرية والقصصية والروائية
وتعددت الجامعات بعد ذلك.
جامعة تبسة، جامعة الشهيد حمه لخضر، الوادي، جامعة محمّد الشريف مساعدية، وجامعة باجي مختار، عنابة.
شكرًا لاهتمام جامعة "ابن زهر" أغادير ، التي أخذت بزمام المبادرة الأولى في الدعوة للمحفل. الجامعي.