المنظمة العالمية للإبداع من أجل السَّلام/ لندن

الموت في حضن الحبيب

15-04-2023


344 

الموت في حضن الحبيب
بقلم: الشاعر والأديب عماد الدين

فتاة مطلقة لا يغلب عليها النوم من شدة الاشتياق إلى فلذة كبدها الذي تتذكره وتذرف على ذكراه ولقد مضت سنوات على فراقه ولكنه لا يزال يخفق في قلبها ويستحوذ على شعورها وخيالها.تحس "ذارهْ" في داخلها بألم يحرق ضلوعها وهي مضطجعة على سريرها وتعتزم أن تستمتع بليلتها الأخيرة مع قصائده التي أهداها إليها قائلاً "هذا كلامي يصاحبك عندما تشعرين بوحشة وغربة"ومع قهوة لم تتجرع منها إلا جرعة واحدة أو جرعتين فوقفت وتوجهت إلى دولابها فأخذت منه رسالة وقميصاً أسود ثم بدأت تقرؤها وتقبل ذلك القميص وتعانقه عناقاً حاراً وتنسكب العبرات على الكلمات فتمحوها شيئاً فشيئاً وأغمضت عينيها الحمراوين من كثرة الأرق. 

قبل سنة...
يرن هاتف عباس برقم غير معروف فاستلمه

:-هلو.. من؟
:-محوت اسمي من هاتفك يا عباس؟!
:-لم أفهم، من تكن؟
تقول وتظهر الحسرة في كلامها
:-نسيتني بهذه السرعة!؟ 
فلما عرف الصوت قد تحركت عواطفه وظل ساكتاً لهنيئة فعاد إلى حاله قائلاً بصوت خافت
:-ذارهْ؟.....
:-إذن لم أندرس من ذاتك كلياً! 
يقول ويكاد الكلام يغص بحلقه وهو يتصنع البسمة والدمع يملأ حداقه والشعور يلذع أحشاءه في داخله 
 :-ما دفعك إلي بعد مدة؟
 :-أردت الاطلاع على حالك فحسب....
 لا يدري عباس ماذا يقول!؟ فالآلام تنتابه وتتراكم في داخله وتنهش قلبه ولا تنقطع عنه الدموع فأوقف المايك وبقي واجماً بضع ثواني ثم قال وهو يتصنع الضحك ولكن علامة التحسر بادية في صوته 
 :-الحمد لله  على ما يرام
 :-ألا تسأل عني؟
 :-كنت أوشك!
 :-كيف أنتم جميعاً؟
تجاهلت "ذارهْ" هذا السؤال ولم تعد تتصنع الضحك والسعادة كعباس فتفجرت باكية وهو أيضاً يذرف من جانب ولكنه يستر بضحكة فقال عباس متعجباً 
 :-ما يبكيك يا ذارهْ؟
 تقول ضاحكة وهي تشرق بالدموع 
 :-لا شيء... فقط اعترت الذكريات وأثارت الخوالج 
 فساد الوجوم بينهما بضع ثواني حتى عادت ذارهْ قائلة 
:-عندي سؤال لك يا عباس؟
:-لا مشكلة 
:-ألا يحدو بك الشوق إلي ؟
بقي واجماً ولم يعد قادراً على الإجابة  والتكلم فأوقف المايك وبرك شاهقاً ثم قطع الاتصال وظل يتضاغى إلى أن زال عنه الشوق. 

قبل سنوات من هذه المكالمة ....
يزور عباس قبر أمه في كل عيد ميلادها ويصوم ويطعم الفقراء وتبدلت علاقة الصداقة بعلاقة الحب الوطيدة بينهما يوم غادرته أمه إلى ربها حيث أتته صديقة طفولته ذارهْ لتسليه بينما كان شديد الحزن ومكفهر الوجه ومغلوب الحال وضيق الصدر وعديم الحيوية فقالت له وهي تمسح على رأسه وتشاركه في الدموع 
:-سنعود جميعاً إلى الله عاجلاً أو آجلاً إذا حل القضاء 
يقول عباس شاخصاً إلى السماء والدمع يقطر من مآقه
:-ما بقي أحد في حياتي إلا أختي وعسى أن تفارقني أيضاً إلى بيت آخر 
سكت هنيئة فظل يقول شاهقاً وهو يستر وجهه بكفيه
:-قبل سنتين قد حملت جثة أبي على كتفي وها اليوم جثة أمي فلذة كبدي،أتعرفين يا ذارهْ إن هذا القدر لقسوة إذا شاء جمعك مع الأحباب وإذا شاء باعدك عنهم.
وهي أيضاً تتفجر بكاءً وتشعر بألم عباس فقالت وهي تعده 
:-أعدك بأني لن أفارقك 
:-لا تلفظي ما ليس بوسعك يا ذارهْ
فقالت له وهي تخرج من كيسها صندوق الطعام 
:-ها تناول لقمة من الطعام 
:-أريد أن أنام قليلاً 
فلم تجبره وأوضعت رأسه على حضنها فنام فيه نوم الطفل وظلت تمسح على رأسه إلى أن أخذتها السنة فوضعت رأسها على رأسه وغابت في هجعة خفيفة.

أصبح يرن هاتف ذارهْ فانتبهت واستلمته قائلة 
:-نعم قل يا أبي...
:-ها قد حان وقت العشاء..... لا تتأخري 
:-لا أتأخر 
لم يسأل والدها عن عباس وحاله وهو عمه من بعيد ودائماً ينظر إليهم نظرة الاحتقار لأنه يقيسهم بمعيار الطبقة المالية ولا الإنسانية ولو لا هذا لوجدهم أفضل جيراناً وهو يكره منذ البداية أن تصاحبه ابنته "ذارهْ"وتجالسه وتلاعبه لأنه لا يراه كفواً لها ولأنه يرى بوناً واسعاً بينه وبين أهل عباس من جهة  المال والثروة ولكن صداقتهما جازوت هذه الحدود المادية وغلبت عليها العواطف الحبية القوية والعلاقة الوطيدة التي ارتقت بينهما شيئاً فشيئاً منذ الطفولة إلى الساعة فيزور أحدهما الآخر كل يوم وكل منهما شريك للآخر في كل صعب وذلول وكل منهما سلوان وعضد للآخر  والعلاقة بينهما تكاملية.

قد مر شهر على وفاة أم عباس ولم تتركه ذارهْ وحيداً حتى ليوم واحد وكل يوم كانت تزوره بالطعام له ولأخته شبنم التي كانت تحب ذارهْ حباً جماً لخلقها الكريم وصفاتها العالية وجمالها الخلاب  وكانت ترجو أن تكون زوجة لأخيها ويوماً قد أظهرت هذه الرغبة عند أخيها قائلة 
:-لا نظير لأختي ذارهْ في هذه الدنيا 
:-نعم صح لسانك يا أختي شبنم 
:-إنها تفعل لنا كثيراً على الرغم من أبيها 
فسكت عباس ولم يرد على هذا فظلت تقول 
:-لإن شئتَ تحدثتُ معها 
:-عما تتحدثين؟
تقول وهي تتردد خوفاً على رد فعله 
:-أعني اقترحتُ عليها بالزواج منك
فقال بصوت خافت 
:-ويحك!أجننت؟لإن سمعت هذا لكم أساءت ظنها بنا!
:-لماذا؟فهي تحبك حباً لا مثيل له 
:-تحبني حب الصديق يا شبنم
:-وماذا عنك؟ألا تحبها حب الحبيب؟
:-دعك عن هذا يا شبنم 
تقول وتدمع عيناها 
:-مذ فارقني أبي ثم أمي تكاد تخنقني الوحشة كل ليلة فلا يحلو لي النوم ولا الأرق 
هز كلامها عواطف عباس بعنف وبدأ يتألم في داخله ألماً شديداً لا يظهر فعانق أخته الوحيدة  شبنم وقال مبتسماً والدمع يتلألأ في مقلتيه 
:-ألست معك؟
:-ما أردت أن أجرحك يا أخي ولكني أردت أن يزول عن بيتنا ثوب الحداد وطيب الحنوط ويمتلئ بالفرح والمسك
:-وماذا أردت؟
:-أردت أن تتزوج من ذارهْ 
:-هذا مستحيل يا شبنم 
:-ولماذا؟
:-أنظري إلى معاشهم ومعاشنا،هذا من حسن حظنا أنها تشفق علينا وتصاحبنا دون أن تميز الطبقة بيننا وإلا ليس لنا قدر ولا قيمة في هذا المجتمع 
:-لأنها تحبك يا أخي تحبك،ألن تعقل؟
فلم يواصل عباس المحادثة وقد دخل في غرفته فأخذ القلم و مذكرته ثم قصد إلى سقف البيت وبدأ يكتب ما يكتب...
أتته ذارهْ وهو يشخص إلى السماء مكتئب 
الوجه فنادته من خلفه 
:-ماذا يفعل هنا عزيز قلبي وحيداً؟
فحاول أن يواري عبراته قائلاً
:-لا شيء 
:-ثم....؟
:-ثم ماذا؟
تقول مبتسمة دون تردد 
:هل تعرف أنك أعز من حياتي وأقرب إلى قلبي 
:-نعم 
:-فلماذا تفر عن اقتراح شبنم؟ 
فوجئ عباس بهذا  فقالت له  
:-لا تندهش،كنت آتيك إذ سمعت المحادثة بينكما 
:-أرجو أن لا تسيئ بنا ظنك إنها لا تزال بعيدة أن تعقل ولذلك 
:-بل هي أعقل منك 
فظلت تقول 
:-أنا وأنت منذ عهد التصابي نترافق ونتشارك في كل شيء ولم تفهم بعد مرام حياتي وكلام فؤادي!
:-لست بكفئك يا ذارهْ
:-ومن قال لك هذا ؟
:-أعاين هذا بهاتين العينين 
:-منذ متى بدأت تنظر إلى علاقتنا بنظرة أبي؟ إن هذه العلاقة يا عباس فوق هذه الأمور المادية التافهة المزيفة.
فلم يستطع الإجابة وظلت تقول 
:-حبنا أزلي يا عباس وأرواحنا تعارفت وتجانست قبل تعارف الأجسام هكذا خلقنا فلا فائدة في الفرار فإنها تعرف صاحبها وتفر إليها وترجع من غيرها مهما نحاول 
وظلت تقول 
:-حياتنا مربوطة بربقة واحدة إذا انفكت هذه الربقة فلم تدم 

فقال والدمع ينسكب من عينيه 
:-أتحبينني إلى هذا الحد؟ 
تقول وتذرف 
:-بل أحبك فوق هذا الحد 
فضمها إلى صدره. 
 حبهما ليس حباً شهوانياً فحسب يقل وينقص مع نقصان الشهوات ولكنه يزداد مع مرور الوقت كما يزداد شوق أحد إلى الآخر.يملك الحب قلب كل منهما فلا يمكن لأحد أن يفر عن الآخر ومهما يحاول عباس أن يبتعد عن ذارهْ ولكنه عاجز لأنها تستحوذ على قلبه وعقله ولكن لماذا يحاول الفرار؟
 كلما يتذكر أباها وأقواله اللاذعة كلما يريد الهروب منها ولكن حبها يمنعه،لكم جرحه لسان أبيها فيوماً قال له 
 :-كيف تقضي حاجتكم بهذا المبلغ البسيط؟
 فقال له عباس بلباقة 
 :-برحمة الله وبركاته
 فقال في حدة وهو يستخف به ويسخر من قوله  
 :-ويحكم!لا يواري فقركم مثل هذا الكلام،أنتم من أراذل المجتمع.   
 قد سبق أنه مجروح القلب وكلامه هذا قد زاد سعة في جرحه فكل كلام كان يرمي به كلهيب يكوي أضلاعه ويلذع قلبه أو كنصل يخز جرحه الذي لم يلتئم بعد.وذارهْ هي ابنته الوحيدة ذات الرونق والبهاء وأبوها من أثرياء المحلة ومن   أقرباء عباس ولكن سلوكه مع عباس يبعد كل البعد عن مودة القرابة واحترامها أما عباس فلم يفكر في هتك عرضه قط ولم يرفع صوته على هذا الكلام الجارح بل تحمله وصبر عليه وربما ذاك لعزيزة قلبه ذارهْ فقط.
وبعد مشقة طويلة وجد عباس لأخته العزيزة شبنم عريساً وهو موظف حكومي فزوجها منه وقد ندر أن يوجد في هذا العصر هذا النوع من الفتيان حيث تكافح البلاد الأزمة الاقتصادية وعباس نفسه لا يزال يبحث عن وظيفة حكومية وكان أثناء دراسته في المدرسة والجامعة طالباً للمستوى الأعلى وهو يعمل في شركة صغيرة بمبلغ بسيط يسد به جوعه ويقضي به حاجته.بقي عباس وحيداً في بيته منفرداً بذكرى والديه وأخته شبنم فأحياناً في جنح الليل يركض نحو قبرهما من شدة الاشتياق.

:-عباس...عباس 
تناديه ذارهْ من خارج بيته 
فتح الباب وقال 
:-أدخلي يا ذارهْ
:-ها قد أتيت بطبقاتك الأثيرة
لم يتعشى بعد ولكنه يكذب قائلاً
:-الله الله قد امتلأ بطني طعاماً يا جارة!  
:-حقاً؟ 
:-نعم 
تسللت على حين غرته إلى المطبخ لتتأكد فلم تجد في أي إناء أثر الطعام المطبوخ ولا الإدام ولا الرز  ففهمت أنه يكذب فقالت وهي تتصنع عدم الاطلاع على كذبه 
:-لا بأس!تناول فيما بعد.
فانصرفت ذارهْ ثم عادت وتسترق النظر من نافذة
بحيث لا يشعر بها عباس فرأته وهو يأكل أكل الجائع شديد الجوع فانهلت من عينيها دموع الشفقة والرحمة.
قد مر يومان ولم تأتيه ذارهْ فبدأ يشتاق إليها بشدة وحاول الاتصال بها ولكن هاتفها موقوف فقصد إلى بيتها فوجده مقفولاً ولا يعرف أحد أين ذهب أهلها.هكذا ظل يحاول الاتصال بها كل يوم  ولكن لم يتلقى أي استجابة.تنقضي أيامه في شدة  الوحدة والوحشة فأحياناً يحدو به الشوق إلى قبر أبويها في جنح الليل حيث لا يراه أحد فيكون منفرداً بدموعه وأحزانه ومن جانب بدأت تنخسر صحته يوماً بعد يوم من كثرة الأرق وعدم الاهتمام بالأكل والشرب.
بعد شهر قصد إلى بيت ذارهْ رجاءً أن تعود مع أهلها وتظهر في وجهه آثار الاكتئاب فلما رأى بوابة دارها مفتوحة أسرع نحوها منفعلاً فأصبح ينادي 
:-ذاره...ذاره..
خرجت أمها  فلما رأته قالت في حدة 
:-ماذا تفعل هنا؟
فقال بلباقة ويظهر الأمل في عينيها 
:-أتيت ذارهْ فهل هي في البيت؟
:-ليست في البيت 
فلما سمع قد غاب ذاك الأمل المؤقت فقال 
:-أين ذهبت ومتى تعود؟
قالت غاضبة 
:-ما لك وذارهْ؟ ألم أقل لك أنها ليست في البيت؟ فاخرج الآن. 

فتوجه إلى البوابة إذ رأى جدة ذاره جالسة خارجها وتفكر في أمر ما وقد تخطت السبعين  فأسرع إليها وقال 
:-هل تعرفين يا جدتي أين ذاره؟
:-أنت عباس صحيح ؟
:-أجل 
:-نعم أعرف 
:-تفضلي إذن   
:-لا تحزن ولا تدعو لنفسك ضراً فإني أعرف ما كان بينك وبينها 
يزداد خفقان عباس ويفقد الحيوية شيئاً فشيئاً فقال 
:-ماذا حدث؟
:-قد زوجها أبوها قبل شهر من فتى مهندس يعمل في خارج البلاد فلا تعود إلا بعد سنة أو سنتين على ما سمعت.
فلما سمع هذا بدا وكأن أحدا قد رمى بصخرة إلى فؤاده فانفت مجروحاً وقريحاً وذاك يظهر في عينيها الدامعتين الحمرواين واللسان الثقيل الذي لا يكاد يتكلم وأعضاءه التي تكاد تخدر كما قد اهتزت عواطفه والتهب كل ما في داخله فلم يعد يتحرك وظل واجماً ولكنه لم يسكب قطرة من الدموع.

بعد أسبوعين من تلك المكالمة.....
عادت ذارهْ بعد سنتين وتظهر في وجهها وجسمها آثار الضرب وسطور سوداء تحت عينيها من حيث يبدو أنها مظلومة ولم يعد ذاك الرونق فيها وهي تتحين زيارة عباس فتدلف إلى بيته وكل خطوة يزداد بها خفقان قلبها.
تدق باب الدار إذ رأت امرأة تفتحه فقالت بعد أن تأملت في ملامح ذارهْ 
:-أنت ذارهْ....صحيح؟  
:-نعم 
:-ومن أنت؟
فقالت ضاحكة 
:-تسألين صاحبة الدار من أنت؟...
فبقيت مندهشة بضع ثواني وقالت بصوت خفيف 
:-هل أنت زوجة عباس؟
فقالت وهي تضحك
:-لإن كنت زوجة عباس فما؟
فقالت متعجبة متحسرة وتظهر في عينيها حيرة 
:-تزوج عباس...!
:-أكنت تتوقعين أنه ينتظر لك؟
فكادت تغمى عليها إذ أسندتها الفتاة إلى الأريكة قائلة 
:-ليتني كنت شريكة حياته!
:-ماذا تعني؟
:-أي لست زوجته ولم يتزوج.
:-فمن أنت؟
فأخبرتها.... هي شرين أخت زوج شبنم وقد أعجبها عباس في زفاف أخته وأظهرت إعجابها عنده ولكنه رفض قائلاً 
:-لا يمكن 
:-لماذا؟
فأخبرها عباس بكل ما كان بينه وبين ذاره فلما سمعت قد زاد اهتمامها إلى عباس واحترامها له فلم تفارقه رفقاً به وظلت تصاحبه إلى......
فانقطعت شرين ولم تزد...

ظلت تنهل الدموع من ذارهْ فقالت  
:-أين هو الآن؟
فقالت شرين وتلمع الدموع في مقلتيها 
:-ينتظرك!.
فأسرعت ذارهْ نحو غرفة عباس ولما فتحت الباب أدركها حس عجيب يكاد ينخلع به قلبها وهي غرفة تنفرد بشدة الوحشة وتمتلئ زواياها بآهات عباس التي تخترق أذنيها وتملأ فؤادها بالحسرات وعينيها بالعبرات إذ رأت قميصاً أسود تلتصق به رسالة ....

"صدقت يا قرة عيني "حبنا أزلي يا عباس وأرواحنا تعارفت وتجانست قبل تعارف الأجسام هكذا خلقنا فلا فائدة في الفرار فإنها تعرف صاحبها وتفر إليها وترجع من غيرها مهما نحاول"فأنا واثق بأنك تعودين إلي وأنا قد اشتقت لك كثيرا وانتظرت إلى أن صار نفَسي ونبضتي سماً وعدواً ... 
إليك أيا لمن صميم فؤادي 
سنفنى وتبقى ذكريات العهود."

                                                        عباس.