الإتقان سِرّ النجاح
06-08-2023
394
الإتقان سِرّ النجاح
بقلم: محمد نديم أنجم بيديا
طالب السنة الثانية لبكاليروس
قسم اللغة العربية وآداربها
الجامعة العالية – كولكاتا، الهند
حياتنا تمتلئ بالتحولات والتقلبات التي ترصع خواطرنا بمسحة من البهجة والسرور زمنا وتوجه إليها سهاما من الوجع والتوتر أزمانا، فلا بد لنا من التعزية والسلوان وإلا نحن نقوم على وشك الانقضاض و الاندثار.
وفي هذا الصدد، يتعيّن لنا التعرف على كيفية مواجهة المشاكل العادية والحوادث المتكررة على أيام حياتنا الاعتيادية. ومما يمكننا من التحلي بأكثر الأدرع صلابة وأحدّ الأسلحة دفعا التي تؤدي بنا إلي التغلب عليها، يعود ذلك في مجمله إلي الذكاء العاطفي و التدريبات على أحسنها وإكثار التواصل البيئي و التضامن الاجتماعي والأعمال المضنية، ثم إتقان كل ما يجب القيام به ودوام ممارسته وبالآخر القيام بإنجاز كل ما تم إحسانه وإحكامه تماما من خلال أروع الخطط الاستيراتيجية المحددة.
وفيما يتعلق بهذا الشأن، تخطر ببالي قصة مثيرة للاهتمام في منتهى الروعة والجمال. فيما مضى من الزمان، كان شاب ناشئ يقضي أيامه مع أولياء أموره، ولكن مع مرور الزمن لم تطب حياته بعدما تركت لمسة من القلق والاضطراب الداخلي وغالبا كانت الظروف تعرقل له المسار المؤدي إلي النجاح الباهر والمكانة المرموقة، لأنه بكونه عرضة لطبيعته الكسولة ومزاجه عديم الحيوية، فلم يلتق أيام الترقية على الرغم من تنوع الفرص السانحة والمتوافرة التي دقت ببابه عدة مرات كما أنها لم تعد منتهزة و تركت سدى. ولم يزل على مثل هذه الحال حتى فقد أبويه، ولم يتبق إلا قليل من الفلوس عنده! وها هي الكوارث الشعورية التي قامت بتشقيق قلبه في شقق عدة منتثرة فلم يلتق أوضاعا تلائمه إلا براثن العذاب التي أوشكت تدمره و تدفنه تحت أنقاض الغموم و الهموم، فتلبدت غيوم البلاوي السوداء في كبد سمائه وأفقدته كل ما يملكه. وهكذا فاجئه يوم اضطر فيه إلى الاستجداء للقضاء على الجوع في إحدي زوايا الطريق. وذاك هو اليوم الذي رقّى عواطفه وهزّ مشاعره وأحيا انتباهه ووعيه بداخله. ثم عزم على الاتسام بمظهر حضاري يمكنه من اللعب دورا مهما في تجديد البيئة وتنمية المجتمع للفقراء والمساكين لأجل والديه المفقودين. فقام ببذل قصارى جهوده وبكل ما يسعه للحصول على المؤهلات الرائعة والكفاءات التي تقيّض له أهدافه المشيئة. فقصد إلى الأعمال التي أنهكت رقاده مدى الليل والنهار وبدأ إتقانها و إجادتها مرارا و تكرارا حتى أخذ يتلذذ أعماله ويتنعم بأنشطته وبدأ يلمس تحسنا محضا في شخصيته و يستمر في التقدم خطوة فخطوة. وهكذا من خلال دوام المحاولات في الأعمال واستخدامها الاستخدام الأمثل بعد أن أتقنها أيما إتقان، تطورت درجته حتى إلى قمة درجات الترقية والرقي فأصبح من التجّار ذائعي الصيت واستطارت شعبيّته في كل أنحاء الوجود وعادت إلى جسده الروح بعد أن كادت تموت وطفق يشتعل مستقبله نشاطا وطربا. وتجدر الإشارة إلى أنما تتمثل كل نقاط التحول التي تستجيب لتحولاته المتجددة في الثقة النفسية وتحديد الهدف والأنشطة اللعوبة والأعمال المتراكمة التي يجب القيام بها ثم تجسيد الأفكار الإيجابية في كل الأعمال والأشغال وفي نهاية المطاف إتقان كافتها بكل دقة و رشاقة.