المنظمة العالمية للإبداع من أجل السَّلام/ لندن

الطمأنينة النفسية في زمن القلق

17-07-2023


214 

 

الطمأنينة النفسية في زمن القلق

الدكتور معراج أحمد معراج الندوي

الأستاذ المساعد، قسم اللغة العربية وآدابها

جامعة عالية ،كولكاتا - الهند

merajjnu@gmail.com

 

الطمأنينة هي عبارة عن سكون القلب ورضاه وعدم شعوره بالقلق، الطمأنينة هي لغة الثقة وعدم القلق تساعد الفرد على المرور بسلام من ضغوط الحياة ومشكلاتها. الطمأنينة هي الحياة الحقيقة السعيدة التي ينشدها كل الناس ولكن لا يهتدون إليهاالسعادة غاية كل إنسان في هذه الحياة والطمأنينة هي العامل الأهم في تحصيل تلك السعادة

منذ فترة طويلة ونحن نتكلم عن السعادة حيث أن السعادة هو مفهوم بسيط من المفاهية المتداولة أيام الحياة، ولم نكن نعرف بأن هذا المعنى من السعادة أولا يتحقق في ذواتنا بأسلوب حياتنا بنظراتنا المتفاوتة لمواقف السعادة، كنا نرى أن السعيد هو الذي يعيش بكرامته وعوته وقدرته على أن يجمع الأموال الطائلة لكي يتمتع في صورة الحياة.

نتكلم عن السعادة لأنها الطمأنينة النفسية التي تبعدنا عن كدر الحياة وهموم العيش ونبحث من بين ثنايا النفس عن تلك الشواهد التي تكدرعلينا العيش لأنها تهلك أرواحنا وتثبط من طاقاتنا سعادة العيش وتجعلنا نعيش في آثار الهموم وأحزان الحياة، نبحث عن الطمأنينة النفسية لأنها تمثل لنا العيش الأمن الذي يحبب إلينا معاني الحياة.

والإنسان لا يمكن له أن يعيش بمعزل في الحياة الدنيا، بل يعيش في مجتمع مع الأخرين، ومن ثم فإن تفاعله مع مجتمعه يؤثر فيه سلبا وإيجابا، فمن ثم لا يمكن للإنسان أن يحصل على الطمأنينة بمعزل عن تفاعله مع  الناس والمجتمع، والشعور بالطمأنينة النفسية مظهرا من مظاهر النفسية الإيجابية حيث أن الشعور بالطمأنينة النفسية يعكس شعور الفرد بأن البئية الاجتماعية صديقة له وبأن الآخرين يبادرون الاحترام وأنه مقبول داخل المجتمع. والشعور بالأمن والطمانينة عامل أساسي من عوامل الصحة النفسية.

  الطمأنينة النفسية من أهم الحاجات لبناء الشخصية الإنسانية، حيث تعد من الأمور الهامة في مواجهة العديد من الاضطرابات النفسية كالقلق والخوف والوحدة النفسية، بالإضافة إلى الشعور بالعزلة والاكتئاب والتوتر الإحباط مما يعكس سلبا على الصحة النفسية. الطمأنينة النفسية هي شعور مركب يحتوي شعور الفرد بالسعادة والرضاء عن حياته مما يحقق له الشعور بالسلامة والإطمئنان، الطمأنينة النفسية هي الشعور الذي يجعل الإنسان أن يشعر قدرا كبيرا من الدفء والمودة والهدوء والاستقرار، كما تقوده أن يشعر الثبات الانفعالي والتقبل الذاتي واحترام الذات وتحقيق رغباته بلعيدا عن خطر الإصابة باضطرابات نفسية أو صراعات داخلية أو أي خطر يهد أمنه واستقراره في الحياة.

 الطمانينة النفسية هو الشعور بمحبة الآخرين وقبولهم والشعور بالعالم كوطن والانتماء والمكانة بين المجموعة، ووجود مشاعر الأمان وادراك العالم والحياة بدفء ومسرة، حيث يستطيع الإنسان أن يعيش مع الآخرين بأخوة وصداقة، ومشاعر المؤدة والاتجاه نحو توقع الخير والإحساس بالتفاؤل بشكل عام، والميل للسعادة والقناعة.

تشكل الطمأنينة النفسية أهمية كبيرة في حياة الفرد، وهي الأمن المعنوي الذي يتمثل في إحساس الفرد بالأمن والأمان والرضاء وعدم القلق والتوتر والشعور بالسعادة. وهي أداة مهة وسيلة ناجحة للتغلب على الضغوط النفسية في الحياة.