المنظمة العالمية للإبداع من أجل السَّلام/ لندن

ذاكرةُ العشَّاقِ

04-06-2024


62 

ذاكرةُ العشَّاقِ
 
سَكرَ وجديَ
 انتشلتني
أسكنتني حوضَكَ
ترنحتُ بميعادِكَ
وصعدتُ لسعيرِكَ الأزرقِ
قلبي المبتولُ ينظرُ إلينا
ترفَّعَ عمَّا يخطفُ الأبصارَ
وتبرَّكَ ببهائِنا
بشيطانِنا
لم يشأ إلَّاكَ لعنادِهِ
أخفى كلَّ عطبٍ شقيٍّ
أذهلتْه كرومُ عينيكَ
ونهرٌ لم تجدلهُ ضفةٌ،
التحامُنا شجرةُ المنتهى
لا ندري أيّنا الظَّليل
وأيّنا المستظِلْ.
لسعَني حضنُك الصَّامتُ ، المتوقِّدُ بين دغدغةِ أناملِكَ
صارَ حُلميَّ انفلاتًا من بذار،
لا شيءَ
لا شيءَ أعذب من انفلاتِ محرقة.

 

رميتُ خاتمي في النَّهر
لا أريدُ قيدًا يختصرُني
أنا اتساعٌ
وسماءٌ دافئة ُالهطولْ.
بعضُ زاديَ شمسُكْ
بعضُ فناري عافيتُكْ
كلُّي كأسُكَ ومزيدُكْ
كنُ عاصفًا واحتسيني
هي ذي الطفلة،
المولودة من رحمٍ عذبِ الإشتهاء
ذقْني والثم سفحيَ الزَّنبقي.

 

طأطأتْ رؤوسَها أقداري
أبوابُها سحابٌ ضليلٌ
لطفُكَ غافلُ السَّهوِ
عشقتُكَ موتًا ونواحًا
شممتُ قحطَكَ، جوعَكَ
اتخذتُ من حصاتِكَ ملجئًا
احتميتُ بقتلكَ،
تعرفُ قلبيَ الأطيارُ
سلْ تغريدَها،
عزفَ أجنحتها:
ماهذا الخرير؟
-إنه قربٌ لبعدِ قمركْ.
 

 

ثمة رعبٌ وأقنعة في طريقي
وثمة حسنٌ في ملامحي
لا يكتشفه غيرك
ليلة البارحة،
قصدتُكَ عسليَّة التمَنّي
فتنةُ الليلِ انتحبت لبخوري
كأنَّي بك تهوى مذلَّتي
أنا انعكاسُكَ في النَّهر
أيْ طبّي ودائي!
أيْ لُبّ غلياني
شعشعة شفتي الصَبوح
أينما حللتُ ،
أعاكس التَّجافي،وأنطفئ
أينطفئ مَن سماؤه مبسمك؟

 

أشرقتْ مهجتُكَ في داري
فصار الكونُ مُهجًا
أرتعشُ بك عمرًا
خفَّاقة كلُّ  جوارحي،
توسّدْني، وامضِ بيَ عاريًا
تُبْ بيَ منكْ،
لقد تأجَّجَ المكانُ ،
لستُ بين بين،
أدخلْني وسبِّحْ.