تلاعب الإعلام الغربي على الرأي العام العربي والعالمي إزاء الحرب على غزا !؟
18-10-2023
298
تلاعب الإعلام الغربي على الرأي العام العربي والعالمي إزاء الحرب على غزا !؟
بقلم: أحمد القيسي
من المفروض أن الإعلام سلطة رابعة تمارس دور الرقيب الحريص على مصالح الناس ، وعلى نقل الحقائق لهم دون تزييف أو تزوير أو نفاق ، لكن لا يبدو أن هذا المفروض بقي متوقعاً لأن الإعلام في كل مكان من هذا العالم لم يعد إعلاماً حراً يخدم كل الناس ، وإنما هو إعلام ممول في الغالب من جهات متنفذة أو ثرية معنية بالترويج لنفسها أو لأفكارها وسياساتها . قد يكون الإعلام حراً على السطح ، لكن جهات التمويل المباشر وغير المباشر تشترط سلفا على وسيلة الإعلام والعاملين فيها وبخاصة رئيس التحرير التقيد برغباتها . وواضح على المستوى العالمي أن الإعلام يخدم مصادر النفوذ ولو كان على حساب الفقراء والمساكين والكادحين والمسحوقين ، وأن الإعلام أصبح في العقود الأخيرة سيفا على رقاب الناس لا بأيديهم هبوط الإعلام إلى مستوى خداع الناس يشمل العالم الغربي أيضا لأن وسائل الإعلام الغربية متأثرة فكريا وثقافياً بجهات معينة ، وقادرة على الاستمرار في البث أو الطباعة بمساعدة تجارة الإعلانات التي يمارسها الإعلاميون مع الشركات الرأسمالية الكبرى ، وهذه وسائل ذات مواقف سياسية واجتماعية وثقافية تؤثر بصورة خطيرة على موضوعيتها ورغباتها في نقل الصورة كما هي إلى عموم الناس . نشر الإعلام الغربي الكثير من الأخبار الكاذبة التي تناولت حركة حماس ، مفادها تنفيذ أفراد كتائب القسام "عمليات ذبح لأطفال ورضع إسرائيليين خلال الهجوم على مستوطنات غلاف غزة ، حسب زعم هذه الجهات . فمنذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة ، يغيب الحياد عن التغطية الإعلامية الغربية ، حيث يروّج الخط التحريري المعتمد في وسائل إعلام عالمية للرواية الإسرائيلية من دون تدقيق أو تحقيق من الأخبار المتداولة . أما آخر سقطات ذاك الإعلام ، فكانت نقله لخبر مفاده قيام عناصر حماس ، "بقتل وقطع رؤوس أطفال رضع ، وفق زعم الرواية التي نقلتها محطات تلفزة وصحف ومواقع عالمية ، سقطت واحدة تلو الأخرى . فما قصّة هذه الرواية ؟ كانت إحدى أبرز الأكاذيب المزاعم بأن أفراد كتائب القسّام ، الجناح العسكري لحركة حماس ، نفذوا عمليات ذبح لأطفال ورضّع إسرائيليين خلال الهجوم على مستوطنات غلاف غزة ، وقد جاء عنوان مقال منشور على موقع "نيويورك بوست حماس تقتل 40 من الرضع والأطفال وتقطع رؤوس بعضهم ، فيما حمل تقرير لـ"ديلي ميل عنوان : إرهابيو حماس قطعوا رؤوس الأطفال خلال مذبحة كيبوتس حيث قُتل 40 طفلًا صغيرًا .لكن شبكة سي ان ان ، نقلت لاحقًا عن مسؤول إسرائيلي قوله إن الحكومة لا تستطيع تأكيد قطع رؤوس الأطفال في هجوم حماس".
وإن موجة تضليل العنيفة التي تتخذها إسرائيل لطمس الحقائق وقلبها وتقديمها إلى الرأي العام والمجتمع الدولي لإحراز موطئ قدم لها يعزز من ضراوة وقسوة ردها على مجتمع غزا الاعزل الذي لجأ إلى الأخذ بحقه واسترداد ما قُضم من دولته فلسطين .
أن الحرب الجارية في الأراضي المحتلة شهدت واحدة من أعنف الهجمات التضليلية التي تستهدف المقاومة والشعب الفلسطيني ، وهو ما يترجم في أخبار زائفة كثيرة تناقلتها وسائل الإعلام الغربية ، ومن أبرزها الزعم بوجود رضع جرى قطع رؤوسهم".
مثلت هذه المزاعم قمة التضليل الذي مارسته تلك الوسائل الإعلامية يقول المتخصص في كشف الأخبار الزائفة ، ويضيف طرأينا كيف استطاعت هذه الكذبة أن تروَّج دولياً ، لدرجة وصلت بها إلى قادة وزعماء ، ودخلت البيت الأبيض وصرح بها الرئيس الأمريكي وبالرغم من تراجع واشنطن عن هذه التصريحات ، تركت لدينا هذه الأحداث انطباعاً سيئاً وجعلتنا نقول إن هناك موجة تضليل واسعة تجري .
بالمقابل ، يرى حسام الهندي ، خبير التحقق الإخباري ومدير منصة "FactCheck بالعربي ، بأن انتشار المواد المضللة والكاذبة يحصل طوال الوقت ، لأسباب معينة من بينها اعتبار انتشار هذه الأخبار نوعاً من الدعم المعنوى للطرف الذي يؤيده مصدرها ، لكن الجديد مع بداية الأحداث في غزة ، هو أن بعض وسائل الإعلام الغربية ومسؤولين كباراً غربيين ، منهم رئيس دولة ، رددوا هذه المزاعم دون تحقق من صحتها أو استقصاء تأكيدها من طرف مستقل".
انحياز وسائل الإعلام الغربية تجاه «إسرائيل» حقيقة لا يمكن إنكارها، فهناك ما لا يحصى من الأدلة لدعم لإثبات ذلك ، فقد كشفت دراسة أجرتها مجلة «كولومبيا جورناليزم ريفيو» أن الصحف الأمريكية الكبرى غالباً ما تستخدم لغة تحابي «إسرائيل» في تقاريرها .
ووجد تحليل شامل أجرته شركة «ميديا لاين» تحيزًا مؤيدًا لإسرائيل» في المقالات الإخبارية التي تظهر في « نيويورك تايمز » ، و« بي بي سي ».
وعلاوة على ذلك ، أشارت منظمات مراقبة دولية مثل منظمة « العدالة والدقة في إعداد التقارير » (FAIR) إلى تأطير غير متوازن ووجهات نظر فلسطينية غير ممثلة تمثيلاً كافياً في وسائل الإعلام الغربية ، ومن الأدلة المقنعة الأخرى التركيز المستمر على الخسائر « الإسرائيلية » مقارنة بالفلسطينيين أثناء الصراعات ، وهذا ما تبرزه مواقع وقنوات إخبارية مثل قناة «ا لجزيرة » والانتفاضة الإلكترونية ، ولا شك أن هذه المصادر المتعددة تساهم في التدليل على أن التغطية الإعلامية الغربية للأحداث المتعلقة بـإسرائيل متحيزة بالفعل . وأرجو الاخذ بالنظر إلى الدور الفعلي والصحيح لدور المقاومة الفلسطينية لإظهارها على الصعيد الإعلامي العامة والعمل على تعميمها في خضم معركة المقاومة الفلسطينية ضد الكيان ما هو المطلوب من المسلمين في إطار الحرب النفسية والإعلامية على منصات التواصل الاجتماعي :
١ - لا تنشروا أي تصريح للعدو الصهيوني إلا الذي فيه إقرار بالهزيمة ،
ولا تتابعوا حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي .
٢ - لا تنشروا أي كلام للمنافقين الذين يتوجعون لما يحدث لأسيادهم بل
ركزوا على نشر انتصارات المقاومة فقط .
٣ - قاطعوا القنوات التي تنحاز للعدو مثل قناة العربية وأخواتها ولا تنقلوا
عنها أية أخبار .
٤ - لا تنشغلوا بالجدال مع من يقف ضد المقاومة فهذه معركة عقيدة ودين
وليست آراء سياسية .
٥ - انشروا كل ما تبثه المقاومة الفلسطينية من صور وفيديوهات وبيانات
حول المعركة المفتوحة وفعل الدور الحقيقي لها ليرى العالم مكانة الحق .
٦ - أكثروا من الدعاء والتضرع لله لنصرة المجاهدين في فلسطين. ولننصر الحق
كما نصره الله ورسوله ، سيكتب التأريخ .. أن غــزة كانت تقاتل لوحدها
وحولها واحد وعشرون بلداً عربياً مدجج بالسـ.ـلاح لم يحرك ساكنًا
للاسف .
سيكتب التأريخ .. أن الإمدادات العسكرية الأمريكية دعماً لجيش الإحتلال انطلقت من قاعدة الأمير الحسن الجوية في الأردن للأسف وليس كما يدعون نحن ضد .
سيكتب التأريخ .. أن متطوعين إماراتيين تطوعوا في صفوف نجمة داوود الحمراء للمساعدة في علاج الجرحى الصهاينة وأيضاً للأسف .
سيكتب التاريخ .. أن أبناء غزة احتاجوا الغذاء والدواء والماء وعلى مرأى ومسمع من العالم ، وجمهورية مصر العربية لم تستطع إدخال شاحنة معونات لإغاثتهم للأسف .
سيكتب التاريخ .. أن غزة الصغيرة البسيطة المحاصرة منذ أكثر من "17" عاماً، قهرت جيش يخشاه "21" جيش من جيوش الدول العربية للأسف .
سيكتب التاريخ .. أن غــزة رسمت طريق الأمة وثبتت على مواقفها ولم ترضخ للإحتلال وأعوانه ، في الوقت الذي يهرول قادة الأمة للتطبيع مع هذا الكيان الزائل للأسف .