المنظمة العالمية للإبداع من أجل السَّلام/ لندن

ليس الذكر كلأنثى

21-04-2023


198 

ليس الذكر كلأنثى

بقلم: محمد عبدالكريم الدليمي

قال تعالى ( ليس الذكر كالأنثى )  
الفرق بينهما؛ كالفرق بين الطفل والرجل وبين الطفلة والمرأة ،  ولكل جنس من بني آدم ذكر أوأنثى له مقوماته، فلا تقول الذكر والأنثى متساوين أو كما تفضل به أحد اساتذتنا الكبار بأن الآية القرآنية هنا تعني تفضيل المرأة على الرجل . 
خلق الله الرجل والمرأة من جنس حواء وآدم وليس من آدم فقط وجعل آدم قواما على حواء يرعاها ويحفظها من الأذى ويلبي مطلبات الحياة لها، وهي تسكن لراحته وترعى تعبه ومطلبات حياته، فأكملوا الأثنين معيشة الحياة الدنيا . وبقى أمرا لآدم وأمرا لحواء؛ وهو الأنجاب فلا آدم يستطيع تكوين طفلا لحاله ولا حواء تستطيع الحبل بمفردها، هنا سنة الحياة، ولكن حواء تستطيع أن تحبل من دون آدم إذا نقل ماءه إليها دون ملامسة ، أما في زماننا وما يليه فقد تطور الحال لأبعد من ذلك ؛ حواء تستطيع الأنجاب من دون رجل يقربها إلا بمائه، فجاء التفضيل هنا بأن المرأة تستطيع أن تحبل بالجنين وتنجبه؛ والذكر لا يستطيع فعل ذلك. 
وقد جعلها سبحانه آية للناس بأن تحبل مريم العذراء من دون رجل وقصتها معروفة لدى الباحثين والعوام ، وكانت هي وأبنها  آية للسائلين . 
فالآية الكريمة قال تعالى : ( ليس الذكر كالأنثى )   بينت للناس إن زوجة عمران ستنجب بنتا وهذه البنت طاهرة لأنها ستنجب ولدا نبيا رسولا وكفلها زكريا وجعلها في بيت المقدس ليحافظوا عليها ومن هنا علم الناس إنها ستنجب نبيا رسولا ( ليس الذكر كالأنثى ) أي الذكر  لا يستطيع الأنجاب لمفرده ولكن المرأة تستطيع الأنجاب لمفردها؛ وأتاها روح القدس  قال تعالى (  قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا ) ( قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا ) هذه هي معرفتهم في طريقة الأنجاب .  
وكذلك كان قومها يعلمون إن مريم العذراء ستنجب نبيا رسولا ولكنهم لا يعلمون الكيفية ، قال تعالى ( قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا )  ومقضيا أي قسمناها هكذا من قبل أن أخلق آدم  وكتبناها باللوح المحفوظ ، قال تعالى ( فحملته فأنتبذت به مكاناقصيا ) ( فأتت به قومها تحمله قالوا يامريم لقد جئت شيئا فريا )  وهذا ما دعاهم لقولهم ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا قال تعالى ( ياأخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا ) ، وهذا قولهم شرحناه في منشور الجينات الوراثية بأن أبن السوء لا يولد إلا فاجرا او كافرا، فكان رد عيسى عليه السلام وعلى قومه آية في كلامه وهو في المهد فقال لهم، قال تعالى: (  فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا ). قال تعالى : ( قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا  وجعلني مباركا أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا ) وهذه الآية دلت على المعجزة الحقيقية لعيسى عليه السلام ، قال تعالى ( والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا  ) . 
 وهنا مسألة التفضيل لم تكن جنس النساء على الرجال ولا التساوي فيما بينهما بل الآية تتحدث عن فضل النساء بمقدورهن الأنجاب وهن بعيدات عن الرجال ولكن الرجال لا يستطيعون ذلك ، هنا التفضيل ولا يصح القول فيه، لقوله تعالى ( الرجال قوامون على النساء ) ولله العزة هو من عز آدم وحواء في خليقة الدنيا كلها.