المنظمة العالمية للإبداع من أجل السَّلام/ لندن

إلى جامعة (مدراس) الهند. سافرت روايتي (الزمن المستحيل)

31-08-2023


182 

إلى جامعة (مدراس) الهند. سافرت روايتي (الزمن المستحيل)
بتاريخ-  4-2-2016

وفاء عبد الرزاق
 


     كن واحدًا منهم، واكتب عنهم؛ واصبحا معًا مشروعًا إنسانيًا.
كان الحضور الجامعي زاخرًا بذوي القدرات الخاصة، حيث قدم أحدهم  كلمته، وأحتوى الاحتفال أيضًا دراسات ومداخلات من دكاترة بهذا الشأن الذي يليق بقدراتهم الخاصة.
 
و كانت سابقًا هذه فكرتي ومشروعي،وهؤلاء أبطال روايتي( الزمن المستحيل). عشتُ معهم، فتحتُ أقفاصَ صدورهم ،والتحفتُ الرئات المليئة بالدهشة والإنسانية والنَّقاء. وكأنهم مصابيح في أمنياتهم البسيطة والعظيمة في الوقت ذاته.
لم أكن غير أصواتهم، وأفئدتهم وأغنياتهم. روَّضت ُغير ممكنهم ؛ وأصبح ممكنًا بعزيمتهم ؛ أنطقنا الصمتَ الكامن في عجزهم وضعفهم؛وصرخنا حبًا وأملًا.
ليس من السَّهل الكتابة عن هذه الشريحة، خاصة تحليل مشاعرهم والتقاط الفرح والحب والجمال؛ ليصبح أدبًا إنسانيًا.
قرأتُ عنهم الكثير، زمنهم، عشقهم،انتماءهم للناس والأمكنة، أمراضهم وعلاجاتها، حكم المحكة في زواجهم، حكم الدين، عمرهم الزمني المحدود، كل شي، يتخطى قيود الغياب والتغييب ونظرة الشفقة.
كنت أتألم لبطلي محور الرواية،العاجز جسديًا ،المتقد ذهنيًّا وفكريًا. وصراعه مع الذات المتقدة بجسد عاجز!
يأتي هنا دور المبدع الذي يحمل على عاتقه همًا إنسانيًا يخلق من العجز روائيًا ورسامًا وتدريسيًّا في (دار ذوي الإحتياجات الخاصة)؛ ليكون مثالًا لهم ويتوقدون معه شعلة لا تنطفئ.
كانت بالنسبة لي رحلة شاقة،احتلتني كل تفاصيلها وآلمتني ؛ ثم خرجنا من الألم معًا. بنا سابقنا الزمن ، وكتبنا على الندى بعطر التحدَّي أسماءنا.
 
شكري وتقديري إلى الدكتور"ذاكرحسين" وإلى كل كادر الجامعة على اهتماهم وتقديرهم وفكرتهم التي أنارت اللحظات العاجزة.