المنظمة العالمية للإبداع من أجل السَّلام/ لندن

عام -201٣ ولقب مجنونة العراق

08-08-2023


188 

عام -201٣  ولقب مجنونة العراق

 
ينعكسُ في النَّهر كلُّ شيء. وجهُ السَّحابة، الأشجار المطلَّة على الضّفاف، رؤوس النَّخيل، وحي أشعار العشَّاق وغزَلهم البريء، وعناقُ السُّحب لمويجاتٍ كُتبتْ عليها الأسماء. 
هكذا هو العراق، حين صار أفقًا مشرئبًا بداخلي؛ وجننتُ به.
سأبقى هائمة به كهيام المجانين في الشَّوارع، لا أدري لمَ كنَّا نخشاهم في صغرنا.
كم أتمنى الرجوع إلى عالم الطفولة لأقترب منهم ، لأقول لهم: تعالوا أسمع حكايات جنونكم!
ليتهم يأتون إليَّ الآن؛ لأُسْمعهم قصة جنوني بالعراق. القصة التي التقطها الأخ والصديق البروفيسور الدكتور" علي محمد حسين الخالدي" حين هاتفني في إحدى زياراتي للعراق عام-2013 وطلب مني إقامة أمسية لي في جامعة(الكوفة).

كان يومًا استثنائيًّا به، وبإدارته للندوة وبالحضور وبعميد الجامعة الأستاذ الدكتور" عقيل عبد ياسين الكوفي" وبالدكتورة" حنان العـﮔيلي" عميد كلية الآداب بجامعة الكوفة، وبحضور عدد كبير من الأساتذة وطلبة الجامعة، وبحضور الفنان " علي الصفَّار" الذي رافقني ذهابًا وإيابًا من بابل إلى الكوفة.

استهل الأمسية البروفيسور "علي الخالدي" بكلمة أعتبرها شرفًا ما بعده شرف، وهو يحمل بيده كتاب(وفاء عبد الرزاق أفقٌ بين التكثيف والتجريب) وهو كتاب تكريم لي من مؤسسة المثقف العربي-سيدني أستراليا الذي احتوى -135 مادة دراسية عن تجربتي بين الشعر بشقيه الفصيح والشعبي، والسرد القصصي والروائي.

لقد وهبني الدكتور" الخالدي" وسام العراق قائلًا:
( نسمع عن مجنون ليلى ،وعن مجنون بثينة، وما أكثر العشَّاق المجانين، لكنني لم أسمع وأقرأ عن" مجنونة العراق" إلَّا حين تابعت وقرأت أغلب كتاباتها وما كُتب عنها. نعم أقول: هي العراقية التي قتلها جنونها بالعراق وهي فعلًا "مجنونة العراق" فلنضفْ اسمًا لمجانين الحب والعشاق ألا وهو اسم الشاعرة والأديبة" وفاء عبد الرزاق").
 
 
بعد كلمته طلب مني قراءات شعريَّة باللغة الفصحى، وتفاعل الحضور جميعًا بشكل جعل الدكتور" علي" يقول:
سأطلب من" وفاء" أن تقرأ قصيدة شعبية ، وللعلم أن عميد كلية الآداب الدكتورة
"حنان العـﮔيلي"  طلبت  مني عدم الدخول إلى عالم الشعر الشعبي، ونحن في محفل جامعي، لكني استأذنها بذلك؛ لعلمي أنها ستكون راضية. حدجته الدكتورة بنظرة عتب وأذعنت لأمر الواقع الذي وضعها به 
الدكتور" علي الخالدي".

قرأت قصيدتي عن حب الوطن والغربة ( ما اريد أغَمْضْ الجفن ولا اريد أطبـﮕنَّه) هذا عنوانها ، وكان  التصفيق مذهلًا ودموع الدكتورة" حنان" الهاطلة بغزارة أذهلتني أيضا؛ حتى أنها طلبت المزيد والمزيد بعد ذلك؛ مما جعل البروفيسور" الخالدي فرحًا بتحديه المفاجئ.

كم كنتُ فخورة بذلك اللقب الذي سيرافقني للمات! وكم أسعدتني دموع الدكتورة "حنان"!.
 
إنها أثمن جائزة، وأعظم لقب ، أشكرك أيُّها الألق الأبدي في مسيرتي الإبداعية أخي البروفيسور" علي الخالدي" فالألقاب من مقام كمقامكَ لا تأتي جزافًا أبدًا، خاصة أنني نلت شرف ألقاب مهمة سأتناولها وسيرة ومناسبة من قلَّدني بها بمحبة .والقادم كثير ، فقط تابعوني.

كلمة لا بدَّ منها:
أنتَ كلّي يا عراق، فرحي وحزني، انتصاري على خوفي ويأسي، بك رفعتُ هامتي عاليًا، وبك استقام ظهر.
وبكم أيَّتها الأمطار الهاطلة من سماء قلوبكم النقيّة، أخوتي وأخواتي سأبقى طالما كل الأمكنة تنتشي بكم أنَّا سرتْ.