المنظمة العالمية للإبداع من أجل السَّلام/ لندن

مابعدَ التقاعد..

03-04-2023


231 

مابعدَ التقاعد.. 

بقلم:  الناقد والشاعر حسين عوفي البابلي 


مقالة أدبية أسلِّطُ فيها الضوء على صديقي النبيل القاضي المتقاعد الأستاذ حسن حسين جواد الحميري، من خلال كتابِهِ(أضواءٌ سياسية). 
بدايةً، أنّ التقاعد تحصيل حاصل لما تقرره القوانين الوضعية وبقدر تعلق الأمر بالقدرات الجسدية والعضلية، ولكن بالنسبة للعباقرة والموهوبين ذوي العطاء اللامحدود، لايحول التقاعد دون النضج العقلي والخبرة المتراكمة، بل بالعكس، نجدهما الورقة الرابحة للمتقاعد حين تسمح له الظروف والوقت بأن يعطي للآخرين عصارة خبرته وتجريته وفي اوسع المجالات، خاصة المتعلقة بحياة الناس والطبقة الحاكمة، بوازع من ضمير حي ووطنية ناصعة وحرص صميم. 
والقاضي حسن حسين الحميري واحد من الذين يمتلكون خبرةً وقدرة على التحليل الاستنباط وملكة ذهنية مدهشة. 
وهو من الرعيل الذي حفظ لنا التاريخ سيرهم المفعمة بالعطاء حتى بعد ان تجاوزوا الثمانين من عمرهم. 
وكتاب(أضواء سياسية) صدر ٢٠٢٠م عن دار الفرات، كتابٌ في غاية الأهمية، وذلك لما تضمنه الإصدار من مؤشرات ورؤى وحقائق لو وضعت موضع التطبيق ستعود بالفائدة الجمّة على المجتمع والحكومة في آن واحد، لذلك جاءت المقالات على شكل حلول الغرض منها تسهيل فرصة العيش الكريم في عراقنا الجريح. 
فالعراق باعتباره دالة المجد وجمجمة العرب يستحق ان يكون موحدا ومعافى على طريق المساواة والرُقي. 
ان المقالات استطاعت احتواء كل مايدور في النفوس الحائرة، وقد وظف الأستاذ القاضي حسن الوطنية والرمزية بكفاءة واقتدار عاليين، وقد تركت اثرا طيبا وبصمة فخر لعراقي عشق وطنه حد الثمالة. 
ومن الجدير ذكره، ان المقالات التي تضمنها الإصدار، كان قد نشرها في العديد من الصحف والمجلات المعروفة، مثل، الفيحاء-الصباح الجديد-الديوانية- البرلمان-المرصد- والحوار-التضامن-الفتح... وصحف اخرى. 
وجدت في المقالات محاولة لتشخيص الخلل والخروقات الحكومية وبالمقال وضع الحلول لمعالجتها، لاسيما وان تلك الخروقات تهدد عيش المواطن وتأخذ به بعيدا عن معايير الإنتماء لهذا الوطن المبارك عراق علي والحسين. 
وكذلك وجدت في الإصدار المميز  مايدعو إلى ثقافة مجتمعية عامة تخدم المجتمع من اجل عراق ديمقراطيّ موحد عبر عملية انتخابية حرة ونزيهة. 
خلاصةً، مااود التنويه له، ان القاضي وبرغم مارافقته من ظروف خلال عمله الوظيفي كرئيس لعدد غير قليل من المحاكم، إلا أنّ ارادته الشخصيه وحبه للعراق واهله، قدم ومايزال على طبق من ذهب حلولا ناجعة نابعة من عراقته وخبرته العميقة قي مفهوم الثقافة القانونية. 
تحية فخر لهذا العراقي النبيل ومايبذله من جهد فكري في سبيل وطنه وشعبه. 
والله ولي التوفيق.