المنظمة العالمية للإبداع من أجل السَّلام/ لندن

الانفال

01-06-2023


205 

الانفال 

بقلم: الباحث محمد عبد الكريم الدليمي 
بسم الله الرحمن الرحيم ( يسألونك عن الانفال قل الانفال لله والرسول فاتقوا الله واصلحوا ذات بينكم واطيعوا الله ورسوله ان كنتم مؤمنين ) ١ الانفال؛
الانفال :  الغنيمة لأنها من فضل الله وعطائه للمسلمين .   وإن حكم الأنفال مختص بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه اجمعين وهذا التقسيم بأمر الله جاء ولا مفوضا إلى رأي أحد . بما أن الأمر بختص بالله، فهو لا شك فيه يختص بأقامة الدين ، وقال تعالى ( واصلحوا ذات بينكم ) ولفظة ذات هي تختص في قلب الإنسان وهو ذات الإيمان، ووجلت قلوبهم فزعت من ذكر الله أي استعظمت ذكر الله ومن بعدها تأتي القشعريرة التي تصيب جسد الإنسان وهذه الومضة من القشعريرة هي زيادة في الإيمان فكلما تأتي الإنسان في ذكر الله في نفسه فليحمد الله رب العالمين على تلك الزيادة . قال تعالى ( واذ يعدكم الله احدى الطائفتين انها لكم وتودون ان غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله ان يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين ) ٧ الانفال ويقصد بغير ذات الشوكة هي الجلوس مع النفس والذكر المجيد وحكم الله سبحانه يريد التغيير للمجتمع نحو الأفضل فلكل زمان مقتضاة في تفسير الكلمات والاحداث فيكون تفسير هذه الآية هو محاربة الفاسدين والفاسقين المتمثلين في الكفر ، بطريقة التسبيح ،والاستغفار وأفشاء السلام ،والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،المقتصر على الشخص نفسه ،ونهي النفس عن الهوى ،وقراءة القران الكريم ،والأكثار من التعوذ بالله من الشيطان الرجيم ،وإن لا نسمع لقول السوء الذي يتكلمون به وإن لا نخوض معهم فيه وإن لا نمشي في المعصية وإن لا نستر أحدا منهم .  وعلى هذا الفعل العظيم قال تعالى ( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم ) فلذلك جاء قول الله ( اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم اني ممدكم بالف من الملائكة مردفين ) ٩ الانفال؛  وكذلك جاء قوله تعالى ( اذ يغشيكم النعاس امنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الاقدام ) ١١ الانفال ؛ اذن سورة الانفال لا تتحدث عن الحرب الفعلية المقتضاة بالسيف وإنما الحرب الجسور التي تقوم بين الإنسان والشيطان على مر العصور والدهور  فأولياء الشيطان أصبحوا هم الأقوى والأكثر وأصبح عصر الشيطان يظلم على الناس شيئا فشيئا حتى بات المسلم يصبح مؤمنا ويمسي كافرا والعكس صحيح وهذا ما جاء في السنة المطهرة ، وبما نحن البشر لا نرى الشيطان الرجيم ولكن نرى أعماله وأفعاله في أوليائه وهي المتمثلة بالفسوق والفجور ، فعلى المسلم إن لا يتبع خطوات الشيطان وإن لا يستر أفعاله وإنما يبتعد عنه ويكون هو في العالم الذي فضله الله عليه وإن لا يخوض مع الخائضين .