قاربتَ قَرْناً..! (في مولد الحزب الشيوعي العراقي)
03-04-2023
200
قاربتَ قَرْناً..! (في مولد الحزب الشيوعي العراقي)
بقلم: د. وليد جاسم الزبيدي
أشكوكَ – فهدُ- وفي الشَّكاةِ عتابُ..
عمّا قرأنا ما يبوحُ كتابُ..
ولقد حلُمنا إنّنا في جنّةٍ
بالمَنّ والسلوى تُدافُ رِغابُ..
الشمسُ تدري أنّنا من صبحها
والبدرُ يعلمُ أنّنا الأحبابُ..
بينَ الأكفّ عوالمٌ شيّدْتَها
نهضتْ وهلْ بعدَ الخرابِ خرابُ..
**
أنبأتَنا أنّ المشانقَ جسرُنا
نحوَ الخلاصِ وفيئُهُنّ رِقابُ..
علّمْتَنا أنّ الشغيلةَ في غدٍ
ستعودُ حتماً ما استطالَ عذابُ..
أينَ الشغيلةُ؟ والحياةُ بدونِهمْ
جرداءُ تفنى والحقولُ يبابُ..
لكنّهُم رجموا خطاكَ ودربَنا
وأَدوا الحقيقةَ فالصحيحُ يُعابُ..
***
الاشتراكيونَ شدّوا خيلَهُمْ
رحلوا على متنِ السحابِ وغابوا..
وتقلّبتْ أهواؤهُم في فائضٍ
للقيمةِ البلوى ولاتَ صوابُ..
اليومَ رأسُ المالِ أحكمَ قبضةً
برقابِنا ظِفْرٌ أناخَ ونابُ..
الرّبحُ سيفٌ والخسارةٌ موقدٌ
والناسُ بينهما رُحىً وحرابُ..
***
قاربتَ قَرْناً في النضالِ ولم تزلْ
بكَ يؤمنُ الشّرفاءُ والأصحابُ..
بكَ تُضرَبُ الأمثالُ صدقَ نزاهةٍ
وبياضَ كفٍّ والعطاءُ سحابُ..
أشكوكَ- فهدُ- عصابةً قدْ حلّلتْ
نهبَ البلادِ وهُوّنَتْ أسبابُ..
الصّامتونَ كثيرةٌ أعدادُهُمْ
والمُفترونَ مآذنٌ وقبابُ..
مُتصخّرونَ ولم يُجيدوا صُنعةً
في حُكمِهم هذا الثوابُ عقابُ..
لكنْ ستبقى رغمَ كلّ رزيئةٍ
محرابَ عشقٍ والقلوبُ شبابُ..
مُتجذّرٌ تدري بأنَ رحيلَهُمْ
آتٍ ويحفرُ قبرَهُمْ طُلاّبُ..
تبقى وتبقى والحياةُ حكايةٌ
تبقى، ويفنى نيزكٌ وشهابُ..