كلُّنا سيزيف
13-08-2024
418
كلُّنا سيزيف
بقلم: سامية خليفة / لبنان
كلُّنا سيزيفُ
رغمَ أنَّنا لم نكبِّلْ مثلَهُ،
لم نسعَ مثلَهُ، لحياةٍ أبديَّةٍ
نحن فقط ،آثرنا الظلمةَ على النّورِ...
آثارُ الأقدامِ الملوّثةِ
بروثِ عهرِ التّسلّطِ والطُّغيانِ،
قادتنا في سرنمةٍ،
وعلى الظّهورِ حمّلتْنا
صخورَ التّبعيّةِ .
أطبقْنا على البصائرِ
مع صخورِ نزاعات لا تنتهي...
تدحرجْنا
والقاعُ سحيقٌ..
كلّنا سيزيفُ
تكدستْ أمامَنا الهفواتُ،
كل هفوةٍ كانت أشبهَ بذرةِ طينٍ
تجمّعتِ الذّرّاتُ في صخورٍ ...
مع كلّ سيزيف
هناك مشهدٌ مختلفٌ يتكرَّرُ
هنا وهناك، تنتشرُ الصُّخورُ،
ويستمرُّ العقابُ.
هنا سيزيفُ تتمرَّدُ عليهِ صخرةُ الغربةِ،
يضجُّ في صدرهِ الحنينُ للوطنِ
يلاصقُ صخرتَهُ .
عقابُهُ أنَّهُ نسيَ يومًا وطنَهُ،
هجره...
وهل يُنسى الوطنُ؟!
هنا سيزيفُ آخرُ، يحملُ صخرةَ الفقرِ
وفي أحشاءِ بلاده، كنوزُ الخيراتِ.
عليكَ أن تسدّدَ ديونَك لإلهِ الجشعِ الذي لا يشبعُ...
لكنْ منْ صنعَ هذا الإلهَ؟
هنا سيزيفُ الممتلئُ أحلامًا ورديَّةً
باعَ أحلامَه بمئةِ دولارٍ
في انتخاباتٍ وهميّةٍ!
من يمثِّلكَ يا حالمًا بالجنانِ
سيتركُكَ غارقًا في الأوهامِ..
كمْ عقابُك عسيرٌ
في أوطانٍ ماتَ فيها الضَّميرُ!
يا حالمًا عقابُكَ الأبديُّ
حمل صخرةِ الأوهامِ،
ستموتُ جنونًا،
أو هذيانًا، أو قهرا.
سيّان....
قدْ فاتَ الأوانُ
من يبيعُ الوطنُ
تُسلبُ منه الأحلامُ.