دور المرأة في قيادة المجتمع ..؟
06-03-2023
199
دور المرأة في قيادة المجتمع ..؟!
بقلم: د. أحمد القيسي
المرأة هي أضواء الحياة الباهرة وكل ابتسامة الزهور اليانعة .. هي أمواج البحر الباردة فأراها كبحر تزينه اللآلئ .. كبحيرة تزهو بمناظرها الجميلة الهادئة .. ترتفع أمواجها وتعلو وتصارع فتنتشلني يد امرأة تصل بي إلى شاطئ الأمان .
وهناك من يظن أن الأنثى رحالة من قلب إلى قلب تبحث عن أحاسيس مؤقتة وترحل .. لا بل هي وطن لمن يستوطنها ويقدرها ليكتشف فيها الحب . الأمان .الحنان . السند . القائدة في البيت . المربية الجليلة . الطبيبة . المهندسة . الضابطة . العاملة الفلاحة في سوق العمل . في كل صنوف الحياة هي فكيف لها أن يكون دوراً في قيادة المجتمع ؟!
وهي تعتبر اللبنة الأساسية فيه ..! هي بذور تنتج ثماراً تصلح بصلاحها وتفسد بفسادها .. لذا فهي تعتبر رقماً اساسياً له قيمة كبرى بين الأرقام وما تشكله الموسوعة الرقمية .. فعلينا أن لا نغفل هذا الرقم وهذا الكائن الذي وهبه الله وما يميزها .. وأن تكون ذا منزلة في المجتمع وشأن لا يستهان به .. إذا يلعب التعليم في حياة المرأة دوراً بارزاً وأساسياً لبناء مجتمع مصغر على مستوى العائلة أو مجتمعات كاملة يمثل قومية ودولة من دول المجتمع الذي نحن فيه بأسره .. فالمرأة سواء كانت متعلمة أم غير متعلمة فهي أساس هذا المجتمع ومن واجبنا أن نعتني بها ولا نقلل من شأنها وقيمتها .. فنحن من دونها لا تصلح حياتنا إدارياً وأجتماعياً فإن صلحت صلح كل شيء .. وأن لم تصلح فتلك هي المصيبة الأكبر .
فلولاها لم تكن لتظهر فئة عظمى من المفكرين والمبدعين من العلماء والقادة والمفكرين بكل صورهم .. فهي التي تحرص على النهوض بهم وتوفر سبل الراحة والفرص لهم ..!
وكما ذكرنا فهي رقماً يقبل القسمة على الجميع ويشترك مع الجميع ويشارك كل العمليات الحسابية فهي قائدة في المجتمع . وقائدة في سوق العمل و قائدة في تربية مجتمع وقائدة في الحقل ومثلها في صنوف القوات المسلحة وأيضا في الطب وباقي العلوم .
منذ بداية العقد العالمي للمرأة وحتى مؤتمر بكين عام ١٩٩٦ ازداد الاهتمام بقضية تمكين المرأة وأتاحة الفرصة لها لممارسة دورها بفاعلية مثلها مثل الرجل لتصنع الحياة لمجتمع يحمل قيم وأسس بناء اجتماعية بحتة وإبراز دورها القيادي الأجتماعي هذا .
إذا يُعرف الدور ( بأنه مجموعة من الصفات والتوقعات المحددة إجتماعياً والمرتبطة بمكانة معينة .. والدور أهمية إجتماعية لأنه يوضح أن أنشطة الأفراد محكومة أجتماعياً وتتبع نماذج سلوكية محددة ، فالمرأة في أسرتها تشغل مكانة إجتماعية معينة ويتوقع منها القيام بمجموعة من الأنماط السلوكية تمثل الدور المطلوب منها ) .
فهي في قيادة أسرتها تأتي في مقدمة المسؤولية لأنها مصدر الرعاية والحنان في الأسرة . وقد أثبتت العديد من الدراسات إن الطفل بحاجة في مراحله العمرية الأولى إلى الرعاية والاهتمام أكثر من حاجته إلى الأمور المادية .
فهي تعتبر المعلم الوحيد لطفلها ووظيفتها التربوية ذات أثر عميق في نفوسه لما لها من دور في تنمية وعيه بذاته واعتداده بنفسه وتكوين شخصيته وتهيئته.
ومن أدوارها التي تفرضها كقائدة اجتماعية التي تنبثق من نفسها أن تساند زوجها وتمسك بيده وتشد عليها في وقت الصعاب والشدائد ، فقد تعيينه في كل شيء الإنفاق والتربية والكلمة الطيبة ..!
وفي باقي الأدوار التي تتخذها المرأة في القيادة هي توطيد العلاقات بين أفراد العائلة :
ومن أدوار المرأة تشجع زوجها وأبيها وأخوتها وعائلتها أجمع على صلة الرحم ومشاركة الناس أفراحهم وأتراحهم وزيارة المرضى كما أنها عش المحبة والتعاون فتقوم الأجيال على المبادئ السامية وقيم الإسلام الحسنة والمحبة والود .
وفي مجال النهضة العلمية . فإن دورها حاضراً في مبادئ النهضة في المجتمعات في الصناعة بكافة مجالاتها وفي الزراعة وطب وفن وثقافة ودورها الأساس في بيتها إذ لم يقتصر دورها في البيت .. ويزخر تاريخنا الأسلامي بكثير من الأمثلة التي تبين أهمية دور المرأة في نهضة العلم كأمنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها والخنساء الأديبة والشاعرة العالمية عائشة الباعونية والعالمة فاطمة بنت محمد بن أحمد السمرقندي .
إذ أشارت الإحصاءات إلى نسبة مشاركة المرأة في صنع القرار في الدول الإسلامية العربية وحتى في المجتمعات الغربية أصبحت لها مكانة مرموقة في لعب أهم الأدوار واتخاذ القرارات التي من شأنها تهم مجتمعات كاملة بأسرها وأدواتها وتقرير المصير لباقي دول العالم في العالم الغربي الآن نراه متسيد على الساحة العالمية .. وفي وقتنا الحاضر عزز دور المرأة وأسندت إليها أدواراً كبيرة تحمل مسؤولية دولة وشعب وهي الآن المجتمع كله وليس نصفه .
وفي محصلة كل ما تقدمنا به لا يمكننا حصر الأدوار المهمة و الإيجابية والفعالة للمرأة في المجتمع من خلال مقال قصير فهي التي تنجب وتربي وتعلم وترعرع أبنائها وبيتها وتعمل لمساعدة الرجل ومشاركته في تحمل المسؤولية القيادية في المحافل المحلية والإقليمية والدولية.. وهي التي إذا أعددتها أعدت شعبا طيب الأعراق.